سقوط حيفا

 
في مثل هذا اليوم سقطت حيفا، احتُلت حيفا، هُجّرت حيفا..
في مثل هذا اليوم سيطرت العصابات على عروس الكرمل بعد أن سلّم الانجليز عشرات المواقع الاستراتيجية لليهود،
وأغلقوا مداخل المدينة لمنع وصول الإمدادات العربية، ليفسحوا المجال أمام الهاجاناه لاحتلال المدينة بخمسة آلاف عنصر مُسلّح ومُدرّب.
تصدّت حيفا ببضع مئاتٍ من أبنائها وآخرين تطوّعوا للدفاع عنها ليخوضوا معاركًا في حي الحليصة وبيت الخوري ووادي النسناس
وشارع يافا وساحة الحناطير، ولكن التفوّق اليهودي المدعوم من الانتداب لم يمهلها طويلاً لتتعرض لواحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي
، حيث بقي في حيفا ٣ آلاف عربي فقط من أصل ٧٥ ألفًا، طُردوا بالسفن من مينائها إلى عكا ومن ثم إلى لبنان والشتات، وآخرون إلى جنين ونابلس وسوريا والأردن.
لم يكد يمرّ اسبوعان على احتلال حيفا ليتم افراغ الغالبية الساحقة من منازلها ونهبها،
كما لم يسلم من بقي فيها وحوصر بوادي النسناس وبعض الأحياء العربية القليلة من عمليات النهب المبرمجة.
 
صورة من حي وادي الصليب لمُسن فلسطيني يُطرد من حيفا تحت تهديد السلاح.