معمل القمصان الفلسطيني

هناك في شارع المحطة المكمّل لشارع جمال باشا في يافا والذي يُطلِق عليه الاحتلالُ الآن اسمَ "شارع سديروت يروشلايم"، وخلال قيام شركة عقارية بترميم مبنى ضخم، ظهر أصل الحكاية وتكشّفت حقيقة المكان. محالٌ تجارية وأسماءٌ عربية؛ شركة النجم الأبيض، معمل القمصان الفلسطيني، وغيرها.
ولمن يتساءل عن هذا البناء الضخم فهو "محكمة صلح يافا" قبل النكبة. 

أما معمل القمصان الوطني/الفلسطيني فصاحب مصنع المنسوجات هذا كان المرحوم فوزي البيرقدار الذي توفي في عمان سنة ١٩٧٩.
وقد كان لصناعة النسيج في فلسطين قبل النكبة دوراً هاماً في دعم الاقتصاد الوطني، ولعل مدينتي المجدل ويافا كانتا في طليعة الإنتاج، فقبل الحرب العالمية الثانية كان إنتاج الفلسطينيين يشكّل ٤٪ فقط من حاجة السوق المحلي، أي ما يعادل ٤٠ مليون متر من الأقمشة، ولكن بعد الحرب العالمية ارتفع الإنتاج الفلسطيني إلى ٣٥٪ وكان الهدف أن يكتفي الفلسطينيون ذاتياً في هذا المجال، ويتوقف الإستيراد من الغرب تماماً، حيث كان يتم استيراد المواد الأولية من مصر ولبنان، وساهم في ذلك انتقال مصانع النسيج السورية من دمشق إلى فلسطين، بل وبُحِثت إمكانيات التصدير أيضاً، ولهذا السبب أنشئ العديد من المصانع، ولعل أهمها "المغزل الذهبي" لمالكه عبدالكريم السقا صاحب شركة المنسوجات الفلسطينية السورية، تم تشييد "المغزل الذهبي" في قرية بيت دجن المهجّرة شرق يافا وكان يضم ١٠ آلاف مغزل يشغلها مئات العمال منتجين ٩٠ طنّاً من الغزل شهرياً !

وكما نشر فوزي البيرقدار في إعلاناته دوماً والمرفق احداها من جريدة فلسطين عام ١٩٣٥: 
"الاستقلال الاقتصادي أول ركن من أركان الاستقلال السياسي .. تشجيع الأعمال الوطنية أول واجب مقدس"